سورة هود - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (هود)


        


{وأقم الصلاة طرفي النهار} بالصبح والمغرب {وزلفاً من الليل} صلاة العشاء قرب أوَّل الليل، والزُّلف: أوَّل ساعات اللَّيل. وقيل: صلاة طرفي النَّهار: الفجر والظُّهر والعصر، وأمَّا المغرب والعشاء فإنَّهما من صلاة زلف اللَّيل. {إن الحسنات يذهبن السيئات} إنَّ الصَّلوات الخمس تكفِّر ما بينها من الذنوب إذا اجتنبت الكبائر {ذلك ذكرى} أَيْ: هذه موعظةٌ {للذاكرين}.
{واصبر} على الصَّلاة {فإنَّ الله لا يضيع أجر المحسنين} يعني: المُصلِّين.
{فلولا كان من القرون من قبلكم} أَيْ: ما كان منهم {أولوا بقية} دينٍ وتميزٍ وفضلٍ {ينهون عن الفساد في الأرض} عن الشِّرك والاعتداء في حقوق الله والمعصية {إلاَّ قليلاً} لكن قليلاً {ممن أنجينا منهم} وهم أتباع الأنبياء وأهل الحقِّ، نهوا عن الفساد {واتَّبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه} آثروا الَّلذات على أمر الآخرة، وركنوا إلى الدُّنيا والأموال وما أُعطوا من نعيمها.
{وما كان ربك ليهلك القرى} أَيْ: أهلها {بظلمٍ} بشركٍ {وأهلها مصلحون} فيما بينهم، أَيْ: ليس من سبيل الكفَّار إذا قصدوا الحقَّ في المعاملة أن يُنزِّل اللَّهُ بهم عذاب الاستئصال، كقوم لوطٍ عُذِّبوا باللِّواط، وقوم شعيب عُذِّبوا ببخس المكيال.
{ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة} مسلمين كلَّهم {ولا يزالون مختلفين} في الأديان.


{إلاَّ من رحم ربك} يعني: أهل الحقِّ {ولذلك خلقهم} أَيْ: خلق أهل الاختلاف للاختلاف، وأهل الرَّحمة للرَّحمة.
{وكلاًّ نقصُّ عليك} أَيْ: كلَّ الذي تحتاج إليه {من أنباء الرسل} نقصُّ عليك {ما نثبت به فؤادك} ليزيدك يقيناً {وجاءك في هذه} أَيْ: في هذه السُّورة {الحق} يعني: ما ذُكر من أقاصيص الأنبياء ومواعظهم، وذكر السَّعادة والشَّقاوة، وهذا تشريفٌ لهذه السُّورة؛ لأنَّ غيرها من السُّور قد جاء فيها الحقُّ {وموعظة وذكرى للمؤمنين} يتَّعظون إذا سمعوا هذه السُّورة، وما نزل بالأمم لمَّا كذَّبوا أنبياءهم.
{وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم} أمر تهديد، أَيْ: اعملوا ما أنتم عاملون.
{وانتظروا} ما يعدكم الشَّيطان {إنَّا منتظرون} ما يعدنا ربُّنا من النَّصر.
{ولله غيب السموات والأرض} أَيْ: علم ما غاب عن العباد فيهما {وإليه يرجع الأمر كله} في المعاد حتى لا يكون لأحدٍ سواه أمرٌ {وما ربك بغافل عما يعملون} أَيْ: إنَّه يجزي المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءَته.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8